وهذه هي عادة العرب، فإنهم إذا (?) جاءوا بلفظة كل (?) التي تعطي العموم عندهم, فاعترضها ما ينقض ذلك عليهم جاءوا بحرف الاستثناء، فاستثنوا ما شاءوا كما قال الشاعر:

وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان

وقال الآخر (?):

وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب

ومثال ذلك من حديث النبي - عليه السلام -، قوله: «كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب». (?)

ألا ترى أن النبي - عليه السلام - استثنى عجب الذنب مما تأكله الأرض، وبقي ما عداه من أجزاء الإنسان داخلا فيما تأكله الأرض.

فقد تبين بما ذكرناه أن لفظة "كل" إنما وضعت للعموم، وظهر بذلك أن قوله - عليه السلام -: «كل مولود يولد على الفطرة»، عام في جميع ولد آدم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015