الفطرة» فإن الشقي على الفطرة يولد أولا ثم يطرأ عليه من الضلالات المردية المبعدة له من رحمة الله ما تتحقق به شقاوته المكتتبة عليه في أم الكتاب.

والدليل على ذلك قوله في نفس الحديث: «فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها» (?).

ألا ترى أنه - عليه السلام - أخبر بأن الشقي يعمل بعمل أهل الجنة أكثر عمره، فهو إذن ولد على الفطرة ونشأ عليها وعمل بمقتضى الملة، مع كونه كتبت شقاوته في بطن أمه بحسب الخاتمة التي ختم عليه (?) بالكفر, وعلى هذا يحمل قوله - عليه السلام -: «إن الله خلق النار وخلق لها أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم» (?).

فقد تبين بما ذكرناه أن الحديثين المتكلم عليهما لا حجة فيهما لهذه الطائفة المذكورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015