اليهود فيؤذونهم واليهود يجدون صفة محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (?) في التوراة, فيسألون الله أن يعجل بعثه فينصرهم على العرب لما وصل إليهم من أذى العرب، فلما جاءهم محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (?) الذي قد عرفوه وسألوا الله في بعثه كفروا به (?).
وقال قتادة: كانت اليهود تستنصر بمحمد - عليه السلام - على كفار العرب: كانوا يقولون: اللهم إيت بهذا النبي الذي يقتل العرب ويذلهم, فلما رأوا أنه من غيرهم حسدوهم وكفروا به (?).
فإن كان المراد بقوله: {يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 89] سائر العرب على ظاهر قول ابن عباس وقتادة, فلا فرق بينه وبين الأول فيما قلناه, فإن العرب كانوا أصحاب أوثان ولم يأتهم رسول قبل محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيلزمهم التكفير من أجل ذلك.
فقد أطلق الله على أهل الجاهلية الكفر سواء كانوا بعضهم من أهل يثرب أو غيرهم من سائر العرب.