فصل
وأما من يقدر أنه أرسل إلى أهل الفترة رسول ويقول: إنه لا يلزمنا تعيينه, فذلك هوس منه، فإنه لو بعث إليهم رسول لكان فيهم المؤمن به والكافر, ونحن نعلم بطلان ذلك من وجهين:
أحدهما: ما قدمناه من الآيات المعرفة لنا أنه لم يرسل قبل محمد - عليه السلام - رسول إلى العرب.
والثاني: أنا لو فرضنا ذلك واقعا (في الفترة) (?) لتوفرت الدواعي على نقله ولابد, إذ مثل هذا (?) لا يصح التواطؤ على كتمانه، بل كان ينقل نقل استفاضة وتواتر.
فقد نقل الإخباريون ما هو دون ذلك وهو ما ذكروه من حديث خالد بن سنان العبسي وأنه كان نبيا في الفترة, وذكروا قول نبينا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيه (?) ذلك: «نبي أضاعه قومه» (?).