وقد ذكر ابن إسحاق (?) عند موت أبي أمامة أسعد بن زرارة والمسجد يبنى في أول زمن الهجرة أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «بئس الميت أبو أمامة، ليهود ومنافقي العرب يقولون: لو كان نبيا لم يمت صاحبه، ولا أملك لنفسي ولا لصاحبي من الله تعالى (?) شيئا».
وهذا كله (?) امتثال (?) منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما أمره الله به إذ يقول له: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً} [الجن: 21] ويقول أيضا (?): {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً} [يونس: 49].
وقال تعالى فيما يلزمه من تبليغ الرسالة: {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} [الشورى: 48]. وقال: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ} [المائدة: 99] , وإذا لم يكن عليه إلا البلاغ فالله تعالى يهدي إلى الإسلام برسالته من يشاء ويصرف ذلك عن من يشاء من قريب له - عليه السلام - (?) أو بعيد, لا يسأل سبحانه عما يفعل.
وإلى هاهنا انتهى بنا القول في تقرير حال هذا القسم الذي كنا فيه.