وفي الحديث من هذا الطريق (?): «ورأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض» , وساق مسلم لهذا الحديث (ق.112.ب) طريقا آخر وقال: بهذا الإسناد مثله، إلا أنه قال: «ورأيت في النار امرأة حميرية سوداء طويلة» , ولم يقل من بني إسرائيل، هذا نصه.
فعلى هذه الرواية يحتمل أن تكون هذه المرأة من أهل الفترة, وفي بعضها: «وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه، فإذا (?) فطن له قال إنما تعلق بمحجني, وإن غُفل عنه ذهب به».
وهذا لا يكون إلا من أهل الفترة, فإن (?) الحج إنما كان عند العرب لا عند بني إسرائيل، وتعذيبه بالنار ليس لسرقته فقط, بل ذلك لكفره فإنه لا يكون إلا على ما كانت العرب عليه من عبادة الأوثان, وإنما ذكر سرقته للحاج لوصفه الخاص به حتى يمتاز عن غيره من أهل الشرك.