وإن كان عمرو بن لحي هو السائل لرسول الله فيكون المعنى فيه: كان عمرو بن لحي سأل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (?) عن من يستحق العذاب، فكان الجواب أن قال له: "من بيني وبينك من الأمم" على وجه التوبيخ لعمرو, أي هؤلاء الذين اتبعوك على الإشراك في الدنيا هم أتباعك الذين يكونون في النار معك في الآخرة.

ومما يدل على تكفير أهل الجاهلية الذين كانوا على هذه الوتيرة ما ذكره ابن إسحاق (?) من قول عتبة بن ربيعة للنبي - عليه السلام - إذ قال له: إنك منا حيث قد علمت من السلطة (?) في العشيرة والمكان في النسب, وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم, وسفهت به أحلامهم, وعبت به آلهتهم ودينهم, وكفرت من مضى من آبائهم, فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر (?) فيها لعلك تقبل منا بعضها فقال له رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «قل يا أبا الوليد، أسمع» , وذكر القصة, وتلاوة النبي - عليه السلام - "حم السجدة" عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015