إبراهيم - عليه السلام -: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} [إبراهيم: 37]. وقال تعالى: {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ} [الأنعام: 138] الآية. وقال في آخرها: {افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 138].
فأخبر أن قولهم إنما هو افتراء على الله، وأخبر أنه يجزيهم بافترائهم، وقال: {سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ} [الأنعام: 139] أي سيكافئهم على وصفهم الكذب في ذلك.
ولا معنى للمجازاة إلا العقوبة.
وقد تقدم الكلام على قوله: {َقدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاء عَلَى اللهِ} [الأنعام: 140] , وذكرنا الفرق بين قوله: {سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 140] وبين قوله: {افْتِرَاء عَلَى اللهِ} [الأنعام: 140]، ثم قال: {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [الأنعام: 140].
فأخبر بضلالهم كما أخبر بضلال (من ضل من) (?) أهل الكتاب في قوله: {قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ} [المائدة: 77].
وقال تعالى في آخر الآيات: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ بِهَذَا} [الأنعام: 144] , أي حضرتم ربكم فسمعتم منه ما ادعيتم عليه من التحليل والتحريم على وجه التبكيت لهم كما تقدم.