عصرنا هَذَا فتأملت أَحْوَال طالبي الْعلم وكاتبي الْأَحَادِيث فوجدتهم على الضِّدّ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ من قدمت ذكره من الْأَئِمَّة الا من وَفقه الله تَعَالَى مِنْهُم للصَّوَاب وَرَأَيْت أَكثر طالبيه فِي هَذَا الزَّمَان وَالْغَالِب على إرادتهم وَالظَّاهِر من شهواتهم كتب الْغَرِيب وَسَمَاع الْمُنكر حَتَّى صَار الْمَشْهُور عِنْد أَكْثَرهم غَرِيبا وَالْمَعْرُوف عِنْدهم مُنْكرا وخلطوا الصَّحِيح بالسقيم وَالْحق بِالْبَاطِلِ وَذَلِكَ لعدم معرفتهم بأحوال الروَاة ومحلهم ونقصان علمهمْ بالتمييز وزهدهم فِي تعلم ذَلِك والبحث عَنهُ وَطَلَبه من مظانه الى أَن قَالَ وَقد أخبر الله نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا يكون بعده فِي أمته من الرِّوَايَات الكاذبة وَالْأَحَادِيث الْبَاطِلَة فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم باجتناب رواتها وحذر مِنْهُم وَنهى عَن اسْتِمَاع أَحَادِيثهم وَعَن قبُول أخبارهم
107 - 10 فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
سَيكون فِي آخر الزَّمَان أنَاس من أمتِي يحدثونكم بِمَا لَا تسمعوا أَنْتُم وَلَا آباؤكم فإياكم وإياهم أخرجه مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة