فهي وحدها مأخوذة بعبثه، مسؤولة لخطئه، محاسَبة على ما يجني، ونحن على
ذلك فرع إليها هذه المسائل التي نريد أن نناظرها فيها لنكشف لها عن حقيقة
أستاذها، ولتعلم إن كانت لما تعلم أن الرجل مفسد لا مصلح، وملفق لا محقق وأن مَأتى ذلك فيه من ضعف اطلاعه على مادة التاريخ الأدبي فهو يتوسع بالثرثرة، ومن نقص خياله فهو يتزيَّد بالشك، ومن انحطاط قوته البيانية فهو يتماسك بمحامل الجدل.
نسأل إدارة الجامعة:
1 - هل قرر أستاذها أن المسلمين محوا شعر النصارى واليهود ومنعوا
روايته خوفاً على الإسلام، فمن أجل ذلك لم ينته إلينا من شعرهم شيء؟
2 - وأنه لا يوجد شعر جاهلي بل هو مصنوع بعد الإسلام، وأن هذا
الجاهلي لا يستشهد به على القرآن بل القرآن هو الذي يحتج به للشعر؟
3 - وأن العصر الجاهلي الذي ضاع شعره قد حُفظ لأن القرآن الكريم
يمثله؟ . . .
4 - وأن الغزل المروي لامرئ القيس هو لعمر بن أبي ربيعة؛ ونقتصر
من خلط الرجل على هذه المسائل الأربع.
نسأل إدارة الجامعة هل قرر أستاذها كل ذلك في دروسه التي تأجره عليها
من مال الأمة أم لا؟ وما هي أدلته؟ بل ما هي أدلتها - فلم يعد الرجل كاتباً في جريدة "السياسة" لا يجيب إلا بالشتم ولا يبالي وهي تنشر له ولا تعبأ - ولا نظنه يملك أن يقول لمدير الجامعة كما قال لرئيس تحرير "السياسة": أغضبتك في السنة الماضية فأثنيتَ على الرافعي في مقال صدَّرتَ به كتابك، وهأنذا أعتذر إليك فانس السنة الماضية وانزل لي عن هذا الفصل. . . أما إنه قد باعد الله بين صاحب هذا القول وبين الفهم، كان رئيس تحرير " السياسة" لا يكتب للحق ولا يرى من رأي للحق، بل للغضب والرضا ولا ثالث لهما؛ أليس من المضحك أن يكون صاحب هذا الكلام المعكوس هو أستاذ الأدب العربي في الجامعة؟
" وماذا بمصرَ من المضحكات. . . وحَسبُك طه حسين بها
"ولكنه ضحكْ كالبكا. . . على علمها وعلى كُتبِها