في رأي الجامعة المصرية لإثبات أن إبراهيم واسماعيلَ شخصان كان لهما
"وجود تاريخي "، ولا أنهما هاجرا إلى مكة ورفعا قواعد البيت الحرام وبنيا
الكعبة؛ وإذن فالقصة في رأي الجامعة المصرية من الأساطير الموضوعة ومما
يلتحق بحيل الروائيين التي يشدون بها المعاني الاجتماعية، والسياسية.
والتاريخية، ويؤتى بها في الرواية على أنها من الكذب الفني توصلا إلى سبك
حادثة أو تقرير معنى أو شرح عاطفة
أوَلاً يعلمُ أستاذ الجامعة أن النصوص واردة بأن العرب لا يعذون اليهود
منهم (?) وإن كانت الدار واحدة واللغة واحدة، فما حاجتهم إلى حيلة روائية سخيفة، وهم لم تفصل طباعهم على طباع طه حسين، ليكذبوا وينافقوا وهم يعلمون أنهم كاذبون منافقون، على حين أنهم مستيقنون أن اليهود أهل كتاب وعلم فلا يقبلون من أمة جاهلة أن تضع لهم التاريخ؛ ثم كيف دخل هذا الكذب واندست هذه الحيلة في القرآن؟ نبئوني "بعلم " إن كنتم صادقين.
ويقول الأستاذ في صفحة 18: "فقريش إذن كانت في هذا العصر ناهضة
نهضة مادية تجارية، ونهضة دينية وثنية؛ وهي بحكم هاتين النهضتين كانت
تحاول أن توجد في البلاد العربية وحدة سياسية وثنية مستقلة. . .
قال: واذا كان هذا حقًّا، ونحن نعتقد أنه حق، فمن المعقول أن تبحث هذه النهضة الجديدة لنفسها عن أصل تاريخي قديم يتصل بالأصول التاريخية الماجدة التي تحدث عنها الأساطير، قال: وإذن فليس ما يمنع قريشاً من أن تتقبل هذه "الأسطورة" التي تفيد أن الكعبة من تأسيس إسماعيل وإبراهيم. . . كما قبلت روما قبل ذلك ولأسباب مشابهة " أسطورة" أخرى صنعها اليونان تثبت أن روما متصلة بإينياس ابن بريام صاحب طروادة".
انتهى كلام الجامعة المصرية، ومعناه الصريح أن قريشاً قبلت هذه
الأسطورة الخرافية التي تثبت أن الكعبة من بناء إسماعيل وإبراهيم، فأخَذَها مَن وضع القرآن عن قريش لأنه منهم؛ وبذلك تجزم الجامعة المصرية أن في القرآن كذباً وتلفيقاً، لأن الأسطورة كما يقول أستاذها في صفحة 29 حديثة العهد ظهرت قبل الإسلام واستغلها الإسلام لسبب ديني" أي فهي كذب صريح يعلم