اعْلَم أَن من عَادَة الْقُرَّاء أَن يقفوا على أَوَاخِر الْكَلم المتحركة فِي الْوَصْل بِالسُّكُونِ لَا غير [لِأَنَّهُ الأَصْل] ووردت الرِّوَايَة عَن أبي عَمْرو والكوفيين بِالْوَقْفِ على ذَلِك بِالْإِشَارَةِ إِلَى الْحَرَكَة، وَسَوَاء كَانَت إعرابا أَو بِنَاء وَالْإِشَارَة تكون روما وإشماما، وَالْبَاقُونَ لم يَأْتِ عَنْهُم فِي ذَلِك شىء [وَاسْتحبَّ] أَكثر شُيُوخنَا من أهل الْقُرْآن أَن يُوقف فِي مذاهبهم كلهم بِالْإِشَارَةِ لما فِي ذَلِك من الْبَيَان، فَأَما حَقِيقَة الرّوم فَهُوَ تضعيفك الصَّوْت بالحركة حَتَّى يذهب بذلك مُعظم صَوتهَا فَتسمع لَهَا [صَوتا] [خفِيا] يُدْرِكهُ الْأَعْمَى بحاسة سَمعه، وَأما حَقِيقَة الإشمام فَهُوَ ضمك شفتيك بعد سُكُون الْحَرْف أصلا وَلَا يدْرك معرفَة ذَلِك الْأَعْمَى لِأَنَّهُ لرؤية / الْعين لَا غير إِذْ هُوَ إِيمَاء بالعضو إِلَى الْحَرَكَة، فَأَما الرّوم فَيكون عِنْد الْقُرَّاء فِي الرّفْع وَالضَّم والخفض وَالْكَسْر وَلَا يستعملونه فِي النصب وَالْفَتْح لخفتهما، وَأما الإشمام فَيكون فِي الرّفْع وَالضَّم لَا غير. وَقَوْلنَا الرّفْع وَالضَّم والخفض وَالْكَسْر وَالنّصب وَالْفَتْح نُرِيد بذلك حَرَكَة الْإِعْرَاب [المتنقلة] وحركة الْبناء اللَّازِمَة.