الزيادة في الحاشية وألحق بها رمز الأشيري أو الفراء، وإذا اراد أن ينبه على عبارة موجودة في أصل النسخة بأنها ليست في أصل الأشيري كتب قبلها (لا) وبعدها (إلى) وكتب بإزاء ذلك في الحاشية رمز النسخة التي لم تقع فيها هذه العبارة، فإذا كتب (اشـ) مثلا فمعنى ذلك أن العبارة التي بين (لا) و (إلى) ليست في أصل الأشيري، وقد أوردنا ذلك كله في حاشية التحقيق، ويُعرف مما قدمنا أن كل ما نبهنا عليه من ذلك فقد استفدناه من حواشي عبد الله بن يحيى الغساني على النسخة.
- إلا أنني قد لاحظتُ أمرًا يلفت الانتباه، وهو أن نسخة الفرَّاء في الغالب فيها زيادات على أصل الأشيري، وهذا أمرٌ مستغرب لأن نسخة الأشيري هي نسخة من كتاب المتفق والمفترق الذي جرده الفراء فكيف يوجد في التجريد ما لا يوجد في الأصل؟
- وجوابي عن ذلك - والله أعلم - أنه من المعلوم عن الأئمة المتقدمين أنهم كانوا بعد التصنيف ينظرون في كتبهم مرارًا ويضيفون فيها ويصلحون، فلعل النسخة التي كانت مع الأشيري من النسخ الأولى لكتاب الخطيب قبل أن تطرؤ عليه إضافاته وزياداته.
- ومن الزيادات التي زادها عبدالله بن يحيى الغساني في حواشيه من أصل الأشيري أنه أثبت مواضع عدة من كتاب " من وافقت كنيته اسم أبيه مما لا يؤمن وقوع الخطأ فيه" للخطيب البغدادي، لقرب موضوعه من موضوع كتاب المتفق والمفترق، وقد وثقنا المواضع التي نقلها من خلال انتخاب مغلطاي منه.