وهكذا قالوا في أبان بن عبد الحميد اللاحقي (?) . وقد وضع سهل بن هارون بن رهبونة (?) الكاتب الفارسي صاحب المأمون، كتاب «ثغرة وثعلة» ، يعارضه به كتاب «كليلة ودمنة» ، وجعله على ألسن الطير والبهائم، وذكر فيه حكم العرب كما صنع ابن المقفع (?) في كليلة ودمنة عن هذا/ الذي سماه برزوي الطبيب، فقدمه في صدر الكتاب كأنه ما أراد إلا تشكيك أهل الديانات وأتباع الأنبياء صلى الله عليهم في اديانهم. وقد دار في أيدى قوم من المنجمين كتاب زعموا انهم وجدوه لجابان منجّم كسرى ملك فارس، وقد أخبر فيه بزعمهم أن نبوّة تحدث في العرب يكون مدة صاحبها كذا وكذا سنة. فذكر ايام رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم ايام ابي بكر الصديق، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم، ولم يذكر اسماءهم، وفصل من أحوالهم وسيرهم وأعمالهم شيئا كثيرا. فافتتن به المنجمون حتى ظنوا ان (?) صنعتهم حق، وأنها تؤدي الى علم، وفتنوا بذلك خلقا كثيرا مما لا يدري من الامراء والوزراء وطبقات الكتاب، وجعلوا ذلك شاهدا لصنعة النجوم ونفقوها، فجرى ذلك بحضرة رجل من علماء المعتزلة فقال للمنجم الذي احتج بذلك في صحة صنعة النجوم وهو إسحق بن فليت اليهودي احد