ولا من المهاجرين ولا من الأنصار، وقد ودّوا أن يكون له شيء من ذلك أو من هذه المنازل. ولا أمكنهم أن يخرجوه من جملة الطلقاء وأبناء الطلقاء، ولا أمكنهم أن يخرجوا أمير المؤمنين عن منازله: من كونه من السابقين والبدريين والفقهاء والعلماء والزهاد، ومن العشرة ومن أهل الشجرة، ومن أهل الشورى، وممن اختاره المهاجرون والأنصار للإمامة بعد عثمان، ولا أن يغطّوا على ما سنّه عليّ وفرضه ودعا إليه، من محاربتهم ومجاهدتهم، وقد ودوا أن ذلك لم يكن، وقد ضرهم ذلك كل الضرر، فتعلم أن الدول والممالك لا تؤثر في العلم بالأمور/ التي قد كانت ووقعت.
وتأمل ما كان لمعاوية من احتيالاته في التوصل إلى الملك، في إطعام عمرو ابن العاص مصر، وبادعائه زيادا، وبمن استماله ببذل الدنيا له، كذي الكلاع (?) وخالد بن المعمر»
، ومصقلة بن هبيرة (?) ، وأشباه ذلك، وما كان لملك ملك مما هذه سبيله.
فانظر إلى بني العباس لما غلبوا على أعدائهم من بني أمية، ما أمكنهم أن يغطوا على المحاسن التي كانت لهم، ولا أمكن أعداء بني العباس أن يغطوا على المحاسن التي كانت لهم، من إقامة المواسم وعمارة الثغور، وغير ذلك من