والى أين توجهوا، فترسل في طلبهم وتغري بهم وتنفر عنهم وتنفق في ذلك الاموال. فأرسلوا الى النجاشي ملك الحبشة وهو اذ ذاك نصرانيّ بمن ينفّره عن المسلمين الذين فرّوا بأديانهم الى ارض الحبشة، وحملت اليه قريش هدايا ولاطفوه، وقالوا له: إن هؤلاء قوم منا، وقد اتبعوا رجلا منا فأفسدهم، وهو عدونا وعدو النصارى، وهو يقول في المسيح: أنه عبد مخلوق، فسلموهم الينا.
وكان هناك عثمان بن عفان ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وجعفر بن أبي طالب ومعه أسماء ابنة عميس، وخالد بن سعيد بن أبي أحيمة، والزبير بن العوام (?) ، وعمار بن ياسر (?) ، وأبو حذيفة بن عتبة (?) ، ونحو مائة من وجوه المهاجرين، وكانت لهم مع رسول قريش الى النجاشي مجالس وخصومات طويلة، فصارت العقبى للمسلمين، وقامت حجتهم، وعرفها النجاشي ملك الحبشة فأسلم واستبصر (?) .
وما زال رسول الله صلّى الله عليه وسلم يعرض نفسه على اهل المواسم اذا اجتمعت/ قبائل العرب، وخرج الى الطائف (?) يدعو الى الله ويقول: أنا رسول الله