معالم الشَّرِيعَة مَا أصبح بتكذيب من اعْتدى منطمسا ولسنَا ننتسب بمذهبنَا فِي التَّوْحِيد إِلَيْهِ على معنى أنَا نقلده فِيهِ ونعتمد عَلَيْهِ ولكنَا نوافقه على مَا صَار إِلَيْهِ من التَّوْحِيد لقِيَام الْأَدِلَّة على صِحَّته لَا لمُجَرّد التَّقْلِيد وَإِنَّمَا ينتسب مِنَّا من انتسب إِلَى مذْهبه ليتميز عَن المبتدعة الَّذين لَا يَقُولُونَ بِهِ من أصنَاف الْمُعْتَزلَة والجهمية المعطلة والمجسمة والكرامية والمشبهة السالمية وَغَيرهم من سَائِر طوائف المبتدعة وَأَصْحَاب المقَالات الْفَاسِدَة المخترعة لِأَن الْأَشْعَرِيّ هُوَ الَّذِي انتدب للرَّدّ عَلَيْهِم حَتَّى قمعهم وَأظْهر لمن لم يعرف الْبدع بدعهم ولسنَا نرى الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة الَّذين عنيتم فِي أصُول الدّين مُخْتَلفين بل نراهم فِي القَوْل بتوحيد اللَّه وتنزيهه فِي ذَاته مؤتلفين وعَلى نفي التَّشْبِيه عَن الْقَدِيم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُجْتَمعين والأشعري رَحمَه اللَّه فِي الْأُصُول على منهاجهم أَجْمَعِينَ فَمَا على من انتسب إِلَيْهِ على هَذَا الْوَجْه جنَاح وَلَا يُرْجَى لمن تَبرأ من عقيدته الصَّحِيحَة فلاح فَإِن عددتهم القَوْل بالتنزيه وَترك التَّشْبِيه تمشعرا فالموحدون بأسرهم أشعرية وَلَا يضر عِصَابَة انتمت إِلَى موحد مُجَرّد التشنيع عَلَيْهَا بِمَا هِيَ مِنْهُ بَريَّة وَهَذَا كَقَوْل إمامنَا الشَّافِعِي المطلبي ابْن عَم الْمُصْطَفى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَسْمِ هِبَةُ اللَّه بن عَبْدِ اللَّهِ بن أَحْمد الوَاسِطِيّ بِبَغْدَاد قَالَ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بن ثَابت الْخَطِيب قَالَ انا أَبُو سعد إِسْمَاعِيل ابْن عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بنْدَار بن الْمُثَنَّى الإستراباذي بِبَيْت الْمُقَدّس قَالَ