الْبَغْدَادِيّ صَاحب ابْن سمعون قَالَ كَانَ ابْن سمعون فِي أول عمره ينْسَخ بِأُجْرَة وَيعود بِأُجْرَة نسخه على نَفسه وعَلى أمه وَكَانَ كثير الْبر بهَا فَجَلَسَ يَوْمًا ينْسَخ وَهِي جالسة بِقُرْبِهِ فَقَالَ لَهَا أحب أَن أحج قَالَت لَهُ ياولدي كَيفَ يمكنك الْحَج وَمَا مَعَك انفقة وَلَا لي مَا أتنفقه إِنَّمَا عيشنَا من أُجْرَة هَذَا النّسخ وَغلب عَلَيْهَا النّوم فنَامت وانتبهت بعد سَاعَة وَقَالَت يَا وَلَدي حج فَقَالَ لَهَا منعت قبل النّوم وأذنت بعده قَالَت رَأَيْت السَّاعَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُول

دعيه يحجّ فَإِن الْخيرَة لَهُ فِي حجه فِي الْآخِرَة وَالْأولَى ففرح وَبَاعَ من دفاتره مَاله قيمَة وَدفع إِلَيْهَا ثمنهَا نَفَقَة لَهَا وَخرج مَعَ الْحجَّاج وَأخذ الْعَرَب الْحجَّاج وأخذوه فِي الْجُمْلَة قَالَ ابْن سمعون فَبَقيت عُريَانا وَوجدت مَعَ رجل عباءة كَانَت على عدل فَقلت لَهُ هَب لي هَذِهِ العباءة أستر نَفسِي بهَا فَقَالَ خُذْهَا فَجعلت نصفهَا على كَتِفي وَنِصْفهَا على وسطي وَكَانَ عَلَيْهَا مَكْتُوب يارب سلم وَبلغ بِرَحْمَتك ياأرحم الرَّاحِمِينَ وَكنت إِذَا غلب عَليّ الْجُوع وَوجدت قوما يَأْكُلُون وقفت أنظر إِلَيْهِم فيدفعون إِلَيّ الكسرة فأقتنع بهَا ذَلِك الْيَوْم ووصلت إِلَى مَكَّة فغسلت العباءة فأحرمت بهَا وَسَأَلت أحد بَنِي شيبَة أَن يدخلني الْبَيْت وعرفته فقري وأدخلني بعد خُرُوج النَّاس وغلق الْبَاب فَقلت اللَّهم إِنَّك بعلمك غَنِي عَن إعلامي بحالي اللَّهُمَّ ارزقني معيشة أستغني بهَا عَن سُؤال النَّاس فَسمِعت قَائِلا يَقُول مِنْ ورائي اللَّهم إِنَّه مَا يحسن أَن يَدْعُوك اللَّهم ارزقه عَيْشًا بِلَا معيشة فَالْتَفت فَلم أر أحدا فَقلت هَذَا الْخضر أَو أحد الْمَلَائِكَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015