وثلاثمائة وَهُوَ إِذْ ذَاك أوحد بَين أَصْحَابه ثمَّ دخل الْبَصْرَة ودرس بهَا سِنِين إِلَى أَن استدعي إِلَى أَصْبَهَان وَأقَام بهَا سِنِين ونزلها فَلَمَّا نعي إِلَيْهِ عَمه أَبُو الطّيب وَعلم أَن أهل أَصْبَهَان لَا يتخلون عَنهُ فِي انْصِرَافه خرج مختفيا مِنْهُم فورد نيسابور فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَهُوَ على الرُّجُوع إِلَى الْأَهْل وَالْولد والمستقر من أَصْبَهَان فَلَمَّا ورد جلس لمأتم عَمه ثَلَاثَة أَيَّام فَكَانَ الشَّيْخ أَبُو بكر بن اسحق يحضر كل يَوْم فيقعد مَعَه هَذَا على قلَّة حركته وقعوده عَن قَضَاء الْحُقُوق وَكَذَلِكَ كل رَئِيس ومرؤوس وقاضٍ ومفت من الْفَرِيقَيْنِ فَلَمَّا انْقَضتْ الْأَيَّام للمعزى عقدوا لَهُ الْمجْلس غَدَاة كل يَوْم للتدريس وَالْإِلْقَاء ومجلس النّظر عَشِيَّة الْأَرْبَعَاء وَاسْتقر بِهِ وَلم يبْق فِي الْبَلَد مُوَافق وَلَا مُخَالف إِلَّا وَهُوَ مقرّ لَهُ بِالْفَضْلِ والتقدم وحضره الْمَشَايِخ مرّة بعد أُخْرَى يسْأَلُون أَن ينْقل من خَلفهم وَرَاءه بأصبهان فَأجَاب إِلَى ذَلِك ودرس وَأفْتى وَرَأس أَصْحَابه بِنَيْسَابُورَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة سمع بخراسان أَبَا بكر بن خريمة وَأَبا الْعَبَّاس الثَّقَفِيّ وَأَبا عَليّ أَحْمد بن عُمَرَ بن يزِيد المحمد أَبَا ذِي وَأَبا الْعَبَّاس الْأَزْهَرِي وَأَبا قُرَيْش الْحَافِظ وَأَبا الْعَبَّاس الماسرجسي وأقرانهم وَسمع بِالريِّ أَبَا مُحَمَّد بن أَبِي حَاتِم وَأَبا عَبْد اللَّهِ الْمحَامِلِي الْقَاضِي وَأَبا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد ابْن مخلد الدوري وَإِبْرَاهِيم بن عَبْدِ الصَّمد الْهَاشِمِي وَأَبا بكر مُحَمَّد بن الْقسم بن الْأَنْبَارِي وأقرانهم ثمَّ إِن الْأُسْتَاذ قعد للْحَدِيث عَشِيَّة الْجُمُعَة وَحدث النَّاس قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَمِعت أَبَا بكر أَحْمد بن اسحق الإِمَام