عبد الله يقول: " يا عجبًا لعمر! إن رأى حق الله عليه، فلم يمنعه ما هو فيه أن تكلم به " (?).

وفي رواية: (فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ردُّوا علَّى الغلام)، فذكره.

وروى ابن أبي شيبة أن رجلًا من المجوس جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد حلق لحيته، وأطال شاربه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا؟ "، قال: هذا ديننا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لكن في ديننا أن نحفي الشوارب، وأن نعفي اللحية ".

وأخرج الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن كثير قال:

أتى رجل من العجم المسجد، وقد وفر شاربه وجز لحيته، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما حملك على هذا؟ " فقال: " إن ربي أمرني بهذا " فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن الله أمرني أن أوفر لحيتي، وأحفي شاربي "، ولما كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابه إلى كسرى يدعوه إلى الِإسلام، وبعث به عبد الله بن حذافة، دفعه عبد الله إلى عظيم البحرين، ودفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه كسرى مزقه، فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمزقوا كل ممزق، وبعد أن شق كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب " إلى باذان " عامِلِه على اليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين جَلَدين فيأتيان به، فبعث باذان قهرمانه وهو بابويه، وكان كاتبًا حاسبًا مع رجل من الفرس، فجاءا حتى قدما المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولما دخلا عليه - صلى الله عليه وسلم -، وقد حلقا لحاهما، وأعفيا شواربهما كره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النظر إليهما، وقال: (" ويلكما من أمركما بهذا؟ " قالا: أمَرَنا بهذا رَبُّنا) -يعنيان كسرى- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ولكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي وَقَصِّ شاربي " (?)، وقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنَّ رَبِّي قتل رَبكما الليلةَ "، سلط عليه ابنه شيرويه فقتله، فرجعا حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015