الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخنا الشيخ الإمام، حافظ العصر، مُفتي الأنام، عمدة المحدّثين، مفيد الأئمة الأعلام، مُحْيي سنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، العالم العلاّمة، البحر الفهّامة، شهاب الملّة والدين، أبو الفضل أحمد ابن الشيح الإمام العلاّمة نور الدين أبي الحسن علي بن قطب الدين محمد بن ناصر الدين محمد بن جلال الدين علي بن أحمد العسقلاني الشافعي المشهور بابن حَجَر، أدام الله نَهْجته، وحرس للأنام مهجته آمين.
الحمدُ لله جامعِ الناس ليوم لا رَيْب فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نظير ولا شبيه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المكمَّل الوجيه، المصطفى عَلَى جميع الخَلْقِ فجلَّ مُصْطَفيه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَنْ تبعهم مِنْ متفقِّه، وخامل ونبيه.
أما بعد فإنني لما علَّقت كتاب المشتبه الذي لخصه الحافظ الشهير أبو عبد الله الذهبيِّ رحمه الله وجدْت فيه إعوازاً من ثلاثة أوجه:
أحدها، وهو أهمّها: تحقيقُ ضَبْطه، لأنه أحال في ذَلِكَ عَلَى ضبط القلم، فما شفى من ألَم.
ثانيها: إجحافه في الاختصار، بحيث إنه يعمد إلى الاسمين المشتبهين إذا كثرا فيقول في كل منهما: فلان وفلان وفلان وغيرهم، وهذا لا يُروى الغُلَّة، ولا يَشْفى العِلَّة، بل يُبقى اللبس عَلَى المستفيد كما هو، وكان ينبغي أن يستوعب أقلّهما.
وثالثها، وفيه ما لا يرد عليه إلا أن ذَلِكَ من تَتِمَّة الفائدة، ما فاته من التراجم المستقلَّة التي لم يتضَمَّنَها كتابُه مع كونها في أصل ابن ماكولا وذَيل ابن نقطة اللذين لخّصهما، وزاد من ذَيل أبي العلاء الفرضي وغيره ما استُدرك عليهما.