والجماعية، ودروس في الضبط والحزم والامتحان، ودروس في الجهاد والقتال وخوض المعركة، والتوجه إلى الله والاستنصار به، وعدم الرعب والهلع من قوة الأعداء، وفيها دروس في أسس اختيار الحكام والمسئولين وما هي مواصفات الحكام المطلوبة، إن هذه القصة مليئة بالدروس والعبر في مجال الدعوة والداعية، والحاكم والمحكوم، والجندي والقائد، وفي مجال الإيمان والعقيدة، والدعوة والجهاد، والإصلاح والتغيير, والتوجيه والتربية، والسياسة والولاية، والحكم والسيادة.

إن كثيرًا من المفسرين ملأوا كتبهم بتيه الإسرائيليات والخرافات والأساطير، وتجاوزوا كثيرًا من الدروس والدلالات (?).

إن هذا العصر يتطلب من العلماء أن يبتعدوا عن الترف الفكري والعلمي، لأننا مطالبون بالإصلاح والدعوة والتغيير، كما أن علينا مسئوليات عظيمة لتغيير واقع الأمة من الحضيض التي فيه إلى قمة العزة والتمكين التي يريدها الله لها.

ثانيًا: أهم سنن حياة الأمم والشعوب التي يمكن استخلاصها في هذه القصة:

حاول الشيخ محمد رشيد (?) رحمه الله أن يتأمل في هذه القصة ويستنبط منها أهم السنن الاجتماعية في حياة الأمم والمجتمعات والشعوب وذكر منها:

السُّنة الأولى: أن الأمم إذا اعتدى على استقلالها، وأوقع الأعداء بها فهضموا حقوقها، تتنبه مشاعرها لدفع الضيم، فتسعى للوحدة التي يمثلها الزعيم العادل، فتتوجه إلى طلبه، كما وقع من بنى إسرائيل، بعد تنكيل أهل فلسطين بهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015