إن من أهداف التمكين إقامة المجتمع الإسلامي الذي تسود فيه قيم العدل والمساواة ورفع الظلم ومحاربته بكل أشكاله وأنواعه، فإذا نظرنا لتاريخ الدولة الإسلامية في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والخلفاء الراشدين، ومن سار على هديهم من التابعين رأينا صورا مشرفة تدل على عظمة هذا الدين، وحب هذه الأمة للعدل:

فها هو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقيد أصحابه من نفسه في طعنة طعنها إياه بالقدح في بطنه أثناء تسويته الصف للقتال، روى ابن إسحاق (?) أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «عدل صفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح (?) يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية (?) وهو مستقل من الصف، قال ابن هشام (?) ويقال: مستنصل (?) من الصف - فطعنه في بطنه بالقدح - وقال: استو يا سواد، فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن بطنه وقال: استقد، قال: فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك, فدعا له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بخير ... » (?).

وجاء يهودي يشتكي إليه أحد أصحابه قائلا: «يا محمد، إن لي على هذا أربعة دراهم وقد غلبني عليها، قال: أعطه حقه، قال: والذي نفسي بيده، ما أقدر عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر فأرجو أن تغنمنا شيئا فأرجع فأقضيه، قال: أعطه حقه، وكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا قال ثلاثا لم يراجع ... » (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015