ولذلك ينبغي أن يعتمد في الشورى على أصحاب الاختصاص والخبرة في المسائل المعروضة التي تحتاج إلى نوع من المعرفة, ففي شئون الدين والأحكام يستشار علماء الدين.
وفي شئون العمران والهندسة يستشار المهندسون.
وفي شئون الصناعة يستشار خبراء الصناعة.
وفي شئون التجارة يستشار خبراء التجارة.
وفي شئون الزراعة يستشار خبراء الزراعة، وهكذا وهنا لابد من توجيه الأنظار إلى أنه من الضروري أن يكون علماء الدين قاسمًا مشتركًا في هذه الشئون حتى لا يخرج المستشارون في تقرير السياسات المتنوعة عن حدود الشريعة (?).
هذه إشارة موجزة عن أهمية الشورى ومزاياها وفائدتها في إقامة الدولة وتقويتها وبناء المجتمع الإسلامي المنشود والنهوض به نحو المعالي.
ب- العدالة:
إن العدل هو الدعامة الرئيسية في إقامة المجتمع الإسلامي والحكم الإسلامي فلا وجود للإسلام في مجتمع يسوده الظلم ولا يعرف العدل, ولذلك اهتم الإسلام بتقرير هذه القاعدة وتأسيسها وتدعيمها، فأكثر الحديث عنها في الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة مركز على أن الناس سواسية ومتساوون أمام الشرع.
إن إقامة العدل بين الناس أفرادا وجماعات ودولا، ليست من الأمور التطوعية التي تترك لمزاج الحاكم أو الأمير وهواه، بل إن إقامة العدل بين الناس في الدين الإسلامي تعد من أقدس الواجبات وأهمها، قد أجمعت الأمة على وجوب العدل، قال الفخر الرازي - رحمه الله -: «أجمعوا على أن من كان حاكما وجب عليه أن يحكم بالعدل» (?).