فإذا استوفت الرعية حقوقها من ولاتها فلابد أن تؤدي واجباتها إليهم, فإن لولاة الأمر حقوقا على الرعية واجبة في أعناقهم، ولذلك فإن من أهداف مرحلة التمكين بيان هذه الحقوق في دستور الدولة وتذكير الناس بالالتزام بها.
ومن واجبات الرعية تجاه الولاة:
1 - الطاعة:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59].
قال القرطبي: «لما تقدم إلى الولاة في الآية المتقدمة وبدأ بهم فأمرهم بأداء الأمانات، وأن يحكموا بين الناس بالعدل، تقدم في هذه الآية فأمر الرعية بطاعته جل وعلا أولا وهي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ثم بطاعة رسوله ثانيا فيما أمر به ونهى عنه، ثم بطاعة الأمراء ثالثًا، على قول الجمهور وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم» (?).
وفي المجتمع الإسلامي، الشريعة فوق الجميع، يخضع لها الحاكم والمحكوم، ولهذا فإن طاعة الحكام مقيدة دائما بطاعة الله ورسوله، كما قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا طاعة في المعصية إنما الطاعة في المعروف» (?).
2 - النصرة:
فالواجب على الرعية نصرة الإمام الحاكم بما أنزل الله ومعاضدته ومناصرته في أمور الدين وجهاد العدو, قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2].
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد منكم، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه» (?) , ومن نصرة الإمام ألا يهان، ومن