إن الإمام السرهندي مدرسة مهمة في فقه التمكين وله منهجية رائعة في أساليب الدعوة حققت نتائج عظيمة للمسلمين في الهند.
إن الاقتراب من رجال الدولة والملوك والأمراء من أجل دعوتهم إلى الإسلام وتمكين دينه قام به العلماء والدعاة من أمثال الإمام السرهندي وحققت نتائج طيبة في نصرة دين الله.
* * *
ثالثًا: الحركة الإسلامية في السودان:
إن ما قام به المسلمون في السودان من أروع تجارب التمكين المعاصرة، حيث استطاعت الحركة هناك بعد توفيق الله أن تمر بمراحل التمكين من تعريف المجتمع السوداني حقيقة الدعوة، واختيار عناصر لتحملها، إن وصول الإسلاميين في الحكم لم يأت من فراغ، وإنما جاء بعد كفاح مرير، وجهاد مشكور، وإعداد تربوي، وفكري، ودعوي ومعنوي ومادي، وأخذ بسنن التمكين، وفهم المعادلة المحلية، والإقليمية والدولية، وإعداد الكوادر التربوية، والسياسية، والإعلامية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، والعسكرية .. ، إلخ، ودخلت في المجال السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والتعليمي، والاقتصادي وجهزت كوادر في كافة مجالات الدعوة، والحركة والتغيير ودخلت المعترك السياسي في الستينات، وتعرضت لمحن ترتب عليها دخول زعمائها للسجن، واضطر بعضهم للهجرة، واستشهد آخرون ووسعت المعارضة للحكم تحت واجهة جبهة الميثاق الإسلامي بقيادة الترابي.
وفي عام 1977م تصالح نظام النميري مع جبهة الميثاق واستفادت الحركة من هذه الفرصة التي كانت بسبب التواجد الشعبي والرصيد القومي، وكوادر الحركة المنتظمة مما جعل حكومة النميري تضطر لمصالحتهم والاعتراف بقوتهم، فتصالح الاتجاه الإسلامي مع النظام العسكري واحتل قادة الحركة الإسلامية مناصب ومراكز قيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي السوداني، وتقلدوا عددًا من الوزارات وكانت هذه التجربة متميزة وحققت للحركة الإسلامية بعض الإيجابيات من أهمها.