- سؤاله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الشيخ الذي لقيه في بدر عن محمد وجيشه وعن قريش وجيشها.
- تورية الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في إجابته عن سؤال الشيخ: «مم أنتما؟» بقوله: «نحن من ماء» وهو جواب يقتضيه المقام، فقد أراد به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كتمان أخبار جيش المسلمين.
وفي انصرافه فور استجوابه كتمان - أيضا - وهو دليل على ما يتمتع به رسول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الحكمة، فلو أنه أجاب هذا الشيخ ثم وقف عنده لكان هذا سببًا في طلب الشيخ بيان المقصود من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من ماء» (?).
- أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقطع الأجراس من الإبل يوم بدر، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق الإبل يوم بدر.
- كتمانه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى بدر، حيث قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « ... إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا ... » (?).
وقد استدل الإمام النووي - رحمه الله - بهذا الحديث على استحباب التورية
في الحرب، وأن لا يبين القائد الجهة التي يقصدها، لئلا يشيع هذا الخبر
فيحذرهم العدو) (?).
وكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يهتم بحركة عدوه ولذلك كانت حركة الاختراق في القبائل المعادية واسعة جدا، ولذلك باغت - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعداءه مرات عديدة، وأفشل خططهم العدائية، ولما أرادت قريش أن تباغت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد بدر كان مكتب استخبار مكة التابع للقيادة في المدينة يبعث بالمعلومات أولا بأول إلى قيادته.
لقد حرص الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على استطلاع أخبار قريش، وكان يستعين بعمه