وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول: (إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة) (?).
ويقول مقولته المشهورة التي قالها عندما اقتيد إلى السجن: (ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي وبستاني في صدري، أينما رحلت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة) (?).
إن هذه الثمار المباركة نتيجة طبيعية عندما يتربى الأفراد على مفهوم القضاء والقدر كما جاء في القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين, وتجعلهم يسعون بما يملكون من أجل التمكين لدين الله وإقامة شرع الله ويستبشرون بسقوط الشهداء في الطريق ولا يهابون أحدا إلا الله تعالى.
هذه بعض الصفات والمعاني المهمة التي يجب أن يتربى عليها الأفراد حتى يكونوا ربانيين، فعند وصولنا إلى إعداد الفرد الرباني، نكون قد قطعنا خطوة طيبة في الأخذ بسبب مهم من أسباب التمكين.
إن من أخطر عوائق التمكين غياب القيادة الربانية, وذلك أن قادة الأمة هم عصب حياتها، وبمنزلة الرأس من جسدها، فإذا صلح القادة صلحت الأمة, وإذا فسد القادة صار هذا الفساد إلى الأمة، ولقد فطن أعداء الإسلام لأهمية القيادة في حياة الأمة الإسلامية، ولذلك حرصوا كل الحرص على ألا يمكنوا القيادات الربانية من امتلاك نواصي الأمور وأزمة الحكم في الأمة الإسلامية, ففي خطة لويس التاسع أوصى بـ «عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية من أن يقوم بها حاكم صالح» كما أوصى بـ «العمل على إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة» (?).