كما قال الطبري (?)، وقال ابن كثير: تخوفون به (?)، وقال الشيخ المراغي: الرهبة: هي الخوف

المقترن بالاضطراب (?).

ومعنى {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ" قال الطبري: هم كل عدو للمسلمين غير الذي أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ أن يشرد بهم من خلفه (?)، وذكر الفخر الرازي فيه وجوها ثم قال: وأصح ما قيل في المقصود منهم: «أنهم المنافقون» (?).

ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة ما لأجله أمر بإعداد هذه الأشياء, فقال جل شأنه: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ ... " ذلك أن الكفار إذا علموا كون المسلمين متأهبين للجهاد ومستعدين له ومستكملين لجميع الأسلحة والآلات خافوهم وذلك الخوف يفيد أمورًا كثيرة:

1 - أنهم لا يتجرءون على دخول دار الإسلام.

2 - أنهم إذا اشتد خوفهم فربما التزموا من عند أنفسهم دفع الجزية.

3 - أنه ربما صار ذلك داعيا إلى الإيمان لما يرون من قوة أهله وعزته.

4 - أنهم لا يعينون سائر الكفار.

5 - أن يصير ذلك سببا لمزيد الزينة في دار الإسلام (?).

ويقول صاحب الظلال: الإسلام يأمر بأعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها، فلابد للإسلام من قوة ينطلق بها في الأرض لتحرير الإنسان.

وأهمية القوة بالنسبة للدعوة الإسلامية تتلخص في أمور:

الأمر الأول: أن تؤمِّن الذين يختارون هذه العقيدة على حريتهم في اختيارها فلا يُصدون عنها، ولا يفتنون كذلك بعد اعتناقها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015