تؤخذ منه الأقوال والآراء, وأن يعتمد عليه في الاستدلال والاستنباط, وأن يدخله المتأمل والباحث دون مقررات مسبقة .. فما قرره القرآن قبل, وما عرضه أخذ به, وما قال به لزم المؤمنين القول به .. وإليك أخي القارئ طائفة من أحاديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التي اعتبرت الإيمان شاملاً للقول والعمل والاعتقاد: روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «الإيمان بضع وستون شعبة .. والحياء شعبة من الإيمان» (?).
وفي رواية للإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «الإيمان بضع وسبعون شعبة, أفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق .. والحياء شعبة من الإيمان .. » (?) والشاهد في الحديث ما ذكره رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , فالشهادة قول وإماطة الأذى عن الطريق عمل, والحياء خلق وسلوك, وجعل الثلاثة من الإيمان دليل على حقيقته, ومعظم شعب الإيمان هي أعمال (?).
وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (?).
وروى البخاري عن أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» (?).
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سئل أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله» , قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» , قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» (?).