الفصل الأول
شروط التمكين
تمهيد:
إن الاستخلاف في الأرض، والتمكين لدين الله، وإبدال الخوف أمنًا، وعد من الله تعالى متى ما حقق المسلمون شروطه.
ولقد أشار القرآن الكريم بكل وضوح إلى شروط التمكين، ولوازم الاستمرار فيه.
قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 55، 56].
لقد أشارت الاّيات الكريمة إلى شروط التمكين وهي، الإيمان بكل معانيه وبكافة أركانه، وممارسة العمل الصالح، بكل أنواعه والحرص على كل أنواع الخير وصنوف البر، وأما لوازم استمرار التمكين فيه؛ إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وطاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.