2 - الإشارة إلى القيام بالأسباب, والجري وراء سنة الله في الكون من الجد والعمل, وأن على قدر الجد يكون الفوز والظفر, فإن ما قصه الله علينا عن ذي القرنين من ضربه في الأرض إلى مغرب الشمس, ومطلعها وشمالها وعدم فتوره, ووجدانه اللذة في مواصلة الأسفار وتجشم الأخطار, وركوب الأوعار والبحار ثم إحرازه ذلك الفخار, الذي لا يشق له غبار, أكبر عبرة لأولي الأبصار.
3 - ومنها تنشيط الهمم لرفع العوائق, وأنه متى ما تيسرت الأسباب, فلا ينبغي أن يعد ركوب البحر ولا اجتياز القفر, عذرًا في الخمول, والرضاء بالدون, بل ينبغي أن ينشط ويمثل في مرارته حلاوة عقباه من الراحة والهناء.
4 - وجوب المبادرة إلى معالي الأمور.
5 - إن من قدر على أعدائه وتمكن منهم, فلا ينبغي له أن تسكره لذة السلطة بسوقهم بعصا الإذلال, وتجريعهم غصص الاستعباد والنكال, بل يعامل المحسن بإحسانه والمسيء بقدر إساءته.
6 - إن على الملك إذا اشتكى إليه جور مجاورين, أن يبذل وسعه في الراحة والأمن دفاعًا عن الوطن العزيز, وصيانة للحرية والتمدن من مخالب التوحش والخراب, قيامًا بفريضة دفع المعتدين وإمضاء العدل بين العالمين.
7 - إن على الملك التعفف عن أموال رعيته, والزهد في أخذ أجر في مقابل عمل يأتيه, ففي ذلك حفظ كرامته وزيادة الشغف بمحبته.
8 - التحدث بنعمة الله إذا اقتضاه المقام.
9 - تدعيم الأسوار والحصون في الثغور وتقويتها على أسس علمية وفق دراسة ميدانية صحيحة, لتنتفع به الأجيال على مر العصور وكر الدهور.
10 - مشاركة الحاكم العمال في الأعمال, والإشراف بنفسه إذا تطلب الأمر, لكي تنشط الهمم.