الجاريتين عند عائشة رضي الله عنها كان مجرد انشاد لا تلحين فيه ولا تطريب. وهو ظاهر ما رواه جعفر بن محمد عن الامام احمد رحمه الله تعالى كما سيأتي.

وقال ابن الأثير في النهاية وابن منظور في لسان العرب وفي حديث عائشة رضي الله عنها وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث أي تنشدان الاشعار التي قيلت يوم بعاث وهو حرب كانت بين الانصار ولم ترد الغناء المعروف بين اهل اللهو واللعب وقد رخص عمر رضي الله عنه في غناء الاعراب وهو صوت كالحداء انتهى.

ومع ان غناء الجاريتين كان مجرد انشاد فقد اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على الفراش وتسجى بثوبه وحول وجهه. وهذا اوضح دليل على كراهته لذلك فانه كان يكره الشعر. قالت عائشة رضي الله عنها كان ابغض الحديث اليه رواه الامام احمد وابو داود الطيالسي وابن جرير وابن ابي حاتم.

وروى عنه صلى الله عليه وسلم انه قال «الشعر من مزامير ابليس» رواه البيهقي وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

وقد اقر صلى الله عليه وسلم ابا بكر الصديق رضي الله عنه على تسمية الشعر مزامير الشيطان كما في حديث عائشة رضي الله عنها المتفق على صحته.

وإِذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبغض الشعر المجرد من الغناء ويسميه مزامير الشيطان فكيف يظن به انه كان يقر الغناء ويبيحه.

وكذلك لا ينبغي ان يظن بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها كانت تستمع إلى الغناء المحرم وانما كانت تستمع الى ما يجوز استماعه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015