وأسباب السماء: أبوابها، لأن الوصول إلى السماء يكون بدخولها. قال الله عز وجل- حكاية عن فرعون: لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ [غافر: 36، 37] .

وقال زهير (?) :

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... ولو نال أسباب السّماء بسلّم

وكذلك الحبل، قال الله عز وجل: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ [آل عمران: 103] أي:

بعهد الله أو بكتابه، يريد: تمسكوا به، لأنه وصلة لكم إليه وإلى جنّته.

ويقال للأمان أيضا: حبل، لأنّ الخائف مستتر مقموع، والآمن منبسط بالأمان متصرّف، فهو له حبل إلى كل موضع يريده.

قال الله تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ [آل عمران: 112] أي: بأمان.

وقال الأعشى (?) :

وإذا تجوّزها حبال قبيلة ... أخذت من الأخرى إليك حبالها

وأما قول امرئ القيس (?) :

إنّي بحبلك واصل حبلي ... وبريش نبلك رائش نبلي

فإنه يريد: إنّي واصل بيني وبينك.

وأصل هذا يكون في البعيرين: يكونان مفترقين وعلى كل واحد منهما حبل، فيقرنان بأن يوصل حبل هذا بحبل هذا.

وقال أبو زبيد يذكر رجلا سرى ليلة كلها (?) :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015