ومضمونه: أن التوحيد الذي جاء به الرسل ليس مجرد توحيد الربوبية، وهو اعتقاد أن الله وحده خلق العالم، فلو أن إنسانا أقر بأن الله وحده خالق كل شيء، وأقر بما يستحقه من صفات الكمال، ونزهه عن كل ما ينَزه عنه نفسه لم يكن موحدا، حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده، فيقر بأن الله هو الإِله المستحق للعبادة، ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له1.وقد أكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب على تقرير هذا في مواضع كثيرة من مؤلفاته، ومسائله، ورسائله الخاصة والعامة.
ففي رسالته (القواعد الأربع) ذكر القاعدة الأولى، وهي: أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ كانوا مقرّين لله بتوحيد الربوبية، وأن الله هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، المدبر لجميع الأمور، ولم يدخلهم ذلك في الإِسلام، والدليل قوله -تعالى-:
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس: 31] .
وقد أشار الشيخ محمد -رحمه الله- إِلى هذا إِشارات كثيرة2؛ لأنه ينبني عليه أمور كثيرة، مثل: القتال، والتكفير، والهجرة،