عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
أما العقيدة التي دعا الشيخ محمد بن عبد الوهاب الناس إِليها، وأخذ على عاتقه توضيحها لهم، والتي أخذت جانبا كبيرا من دعوته وجهاده، فهي عقيدة السلف الصالح التي وردت في الكتاب والسنة، وطبقها -فكراَ وعملا- رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وصحابته، رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإِحسان من أهل السنة والجماعة، وهي العقيدة التي بينها الشيخ بياناً شافياً في (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) ، وهو كتاب يأتي في الصدارة بين كتب الشيخ، ولخصها في رسائله الكثيرة إِلى الأمراء، والعلماء، وعموم المسلمين. يقول الشيخ في رسالته إلى أهل القصيم -لما سألوه عن عقيدته-:
((أشهد الله، ومن حضرني من الملائكة، وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، من الإِيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره)) .
ومن الإِيمان بالله، الإِيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من غير تحريف، ولا تعطيل، بل أعتقد أن الله - سبحانه وتعالى- {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشّورى من الآية: 11] ، فلا أنْفي عنه