الشاسعة، حيث تفقد المواشي، ولا يقع صاحبها عليها إِلا بصعوبة بالغة، وكان يؤتى بأعداد كبيرة من هذه الماشية، فكانت ترعى وتُتعهد، حتى يأتي صاحبها بعد فترة قد تطول، فيأخذها ونتاجها معها1.
وقد كان لهذه الوظيفة صداها الكبير في أرض الجزيرة، مما عزز جانب الدولة، والدعوة أيما إِعزاز.
تاسعاً: وظيفة تأمين الطرق:
وهي وظيفة تعتبر ضرورة ملحة للمسافرين في هذه المسافات البعيدة، وكانت مهمة شاقة كلفت الدولة مئونة كبيرة، لم تكن لتقوم بها على النحو الذي قامت به، لولا توفيق الله، ثم كون الدولة تنطلق من عقيدة راسخة، وعبادة خالصة لله -سبحانه وتعالى-.
وقد كان لهذا الأمر الذي يتعلق بتأمين الطرق أثره العظيم في ذلك الوقت، ولا سيما لدى قوافل الحجاج الذين كانوا يعطون مكوساً باهظة لقطاع الطرق، فقويت بذلك شوكة دولة الدعوة، وأيدها الكثيرون، وذاع صيتها في أرجاء العالم الإِسلامي كله، حيث كانت الجيوش التركية عاجزة عن تحقيق ما حققته الدولة السعودية، دولة الدعوة ذات البعد العقدي والدعوي، وذلك بفضل الله تعالى، ثم بفضل تحكيم شرع الله، وإِنزال العقوبات المقررة شرعاً،