وكان هذا الاعتقاد الخاطئ سائدا لجهل الإنسان بطبيعة الأمراض عامة والأمراض العصبية والنفسية خاصة فكان يعزو المرض لدخول الشياطين والأرواح النجسة إلي جسم الإنسان وكان هناك شيطان للحمي وآخر للصداع، وشيطان للصمم وآخر للبكم وهكذا كان لكل مرض شيطان خاص به.
يقول موسكاتي (?): عند البابليين والآشوريين كان المرض أشيع مظهر لوجود الشيطان فى جسم الإنسان وكان المريض صاحب خطيئة (مرتكب إثم) وكان مرضه راجعا إلى وجود شيطان فى جسمه ويتم الشفاء بطرد هذا الشيطان، وكان شيطان الراس الذي يسبب الصداع يسمى (أشكو) كما كان للحمى سبعة شياطين.
ويقول ول ديورانت (?): وكان المرض فى اعتقاد المصريين القدماء نتيجة تقمص الشياطين الجسم، وقد حدد المصريون ستة وثلاثين موضعا يمكن أن يدخل منها الشيطان كما تنوعت واختلفت أعمال الشياطين وتخصصاتهم.
وإذا قرأنا الكتابات البابلية التي عثر عليها فى مكتبة الملك اشور بأنيبال وهي الكتابات المحتوية على صيغ سحرية لطرد الشياطين من أجساد البشر لوجدنا تطابق بينها وبين القصص التي ذكرتها الأناجيل حيث تنص على: وكان من المستطاع اقناع الشياطين بالرقية الصحيحة بترك ضحيتها البشرية وتقمص جسم حيوان - كجسم طير أو خنزير أو حمل.