افتتح القديس يوحنا إنجيله هكذا (فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله) صح 1: 1 - 3
يقول العقاد (?) إن البداية كانت عند المصريين القدماء، حيث أن العقل الذي خطر له أن الله يخلق بكلمة ولا يخلق بجهد من جهود الحركة المادية قد استعار هذه الفكرة من شئ رآه لا من شئ بحثه واستقصاه، وأقرب هذه الأشياء المرئية إليه هى قدرة الساحر على التأثير بكلمة يقولها والسيطرة على الأجسام والأجرام الضخام بالهمهمة والتعزيم وهي ضرب من الكلام، ومن هنا نشأت عقيدة بتاح (أو فتاح) عند المصريين (?) القدماء، وكان بتاح اله منف كما جاء فى إحدي صلواته هو الفؤاد واللسان للآلهة ومنه يبدأ الفهم والمقال فلا ينبعث من ذهن ولا لسان فكر أو قول بين اللآلهة أو الناس ألا وهو من وحي بتاح، وما وجد شئ من الأشياء قط إلا بكلمة من لسانه صورت عن خاطر فى فؤاده فكلمته هي الخلق والتكوين (?).
أى أن بتاح كان الواسطة بين الإله ومخلوقاته وهو المعبر عن أفكار الإله وأداته للخلق.