[فاطر:13،14] . فالمتصف بعدم سماع الدعاء وعدم الاستجابة أو المتصف بأحدهما ممتنع دعاءه شرعا وعقلا تتناوله هذه الآيات ونحوها من آي القرآن.

فإن قيل: وردت الآثار بسماع الميت.

قلنا: لم تدل على أنه يسمع كل كلام.

قال شيخ الإسلام تقي الدين رحمه الله: وردت الآثار بأن الميت يسمع لكن لا تدل على أنه يسمع كل كلام، قال ابن عبد البر: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله روحه حتى يرد عليه السلام" 1. فهذا وغيره يدل على أن روح الميت ليست دائما في قبره، وأن لها اتصالا به لا يعلم حقيقته إلا الله، واعتبر هذا بسرعة نزول الملك وروح النائم وشعاع الشمس ونحوه.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة حياة الشهداء بما في صحيح مسلم عن ابن مسعود لما سئل عن ذلك فقال: إنا سألنا عن ذلك فقال: "أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل"2 الحديث. ففسر حياتهم بذلك.

وثبت في الحديث الذي رواه مالك في الموطأ عن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه"3. ورواه الترمذي وصححه. فهذا يدل على أن روح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015