وشيئا فهو كما قال البيضاوي في قوله: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} إذ قال: وإيراده شيئا منكرا مع تنكير النفسين 1 للتعميم والإقناط الكلي. ولا ريب أن الشفاعة الحاصلة بإذنه سبحانه وتعالى ليست داخلة تحت النفي حتى يقال إن هذا مخصوص بالكافرة، وإنما المنفي نفع أحد أحدا بشفاعة أو غيرها بدون إذنه سبحانه كما قال قتادة: وليس أحد يصنع يومئذ شيئا إلا رب العالمين. ومما يوضح خطأ من خص الآية بالكافرة ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا إلى أن قال: يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا" 2. وفي واية الترمذي لحديث أبي هريرة: "يامعشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا إلى أن قال: يافاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا، إن لك رحما سأبلها ببلالها" 3. وفي صحيح سلم من طريق آخر عن أبي هريرة قال: "لما نزلت {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فعم وخص فقال: "يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا انفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني والله لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن لكم رحما سأبلها ببلالها" 4، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين