ورهبتك؟ قال الذي في السماء" 1 وكما في شعر أمية بن الصلت وغيره.
وأخبر الله عنهم أنهم ما أرادوا من آلهتهم إلا الشفاعة عند الله في أمور دنياهم، وكذا من يعترف منهم بالآخرة، فإذا طلبوا من آلهتهم حاجة من حوائجهم من رزق أو نصر على عدو ونحو ذلك لم يقولوا إن آلهتهم تحدث شيئا من مطلوبهم من دون الله وتستقل بذلك، لم يقل هذا أحد منهم، وإنما كانوا يقولون إننا إذا طلبنا حاجتنا من هذا الوجيه عند الله حصل مطلوبنا لوجاهته عند الله، ولهذا يخلصون الدعاء لله في الشدائد وينسون الوسائط كما قال تعالى: {وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام:41] .
إذا تبين هذا فإذا خوطب النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأموات والغائبين بلفظ من ألفاظ الاستغاثة أو طلب منه حاجة بقول أغثني، أو أنقذني من كذا، أو خذ بيدي، أوأقض حاجتي، أو أنت حسبي، أو أشكوا إليك حاجتي، أو نحو ذلك، يتخذه واسطة بينه وبين الله في ذلك فهذا شرك العرب الذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقول المستغيث خد بيدي، أو أنقذني، من أبلغ ألفاظ الاستغاثة فلو اعتقد الداعي أن من دعاه وطلبه يقضي حاجته استقلالا من دون الله كان هذا شركا في توحيد الربوبية والألوهية.
قال شيخ الإسلام تقي الدين رحمه الله تعالى: ومن رحمة الله سبحانه أن