أشرك. وقد قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال:39] . أي وحتى يكون الدين كله لله، فمتى كان شيء من الدين لغير الله فالعصمة منتفية، ومن أنواع الدين الدعاء بنص القرآن.

فإن قيل ما معنى الوسيلة في قول الله سبحانه: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة:35] . قيل: المراد بالوسيلة التقرب إليه سبحانه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه.

قال البغوي: الوسيلة القربة. وقال البيضاوي: أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى لديه من فعل الطاعات وترك المعاصي.

وقال ابن كثير: المعنى تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه –قال- وهذا إجماع من المفسرين وكذا قوله في الآية الأخرى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ} [الإسراء:57] . [قال البغوي الوسيلة القربة وقيل الوسيلة كل ما يتقرب به إلى الله. وقال البيضاوي: يبتغون إلى ربهم الوسيلة] 1 بالطاعة. أي هؤلاء الآلهة يبتغون إلى الله القربة بالطاعة أيهم اقرب بدل من واو يبتغون أي يبتعي من هو اقرب منهم إلى الله الوسيلة فكيف بغير الأقرب ونحو ذلك. قال ابن كثير: وقيل يحرصون أيهم بكون أقرب إلى الله وذلك بطاعته وازدياد الخير. وقول البغوي ينظرون أيهم أقرب إلى الله فيتوسلون به هذا لفظ البغوي لا ابن2 عباس، وضل الناقل في عزوه إلى ابن عباس. فان كان معنى هذه الكلمة كما قال البغوي فالمراد بذلك ما كان يفعله الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته3 من طلبهم دعاءه لهم واستسقائهم به في أحاديث كثيرة، وما فعله عمر بعد موته صلى الله عليه وسلم من استسقائه بالعباس في قوله: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015