حدثنا أسلم، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا بقية عن الْوَلِيدِ عَنْ [201] مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ سُلَيْمَانَ بن موسى عن عطيف بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: أَتَى عَكَّافٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا عَكَّافُ، أَلَكَ زَوْجَةٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: وَلا جَارِيَةٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: وَأَنْتَ صَحِيحٌ مُوسِرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْتَ آدَمِيٌّ إِخْوَانُ الشَّيَاطِينِ. إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رُهْبَانِ النَّصَارَى فَتَشَبَّهْ بِهِمْ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنَّا فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ، فَإِنَّ مِنْ سنّتنا النكاح. شراركم عزابكم، أبا لشياطين تَمَرَّسُونَ مَا لَهُ فِي نَفْسِي سِلاحٌ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِلا الْمُتَزَوِّجِينَ أولئك المطهرون المبرؤن مِنَ الْخَنَا. وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ! إِنَّهُنَّ صَوَاحِبَاتُ داود وصواحبات يوسف وصواحبات أَيُّوبَ وَصَوَاحِبَاتُ كُرْسُفَ» . قَالَ عَطِيَّةُ: فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ كُرْسُفُ؟ قَالَ: رَجُلٌ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فِي سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ثَلاثِينَ عَامًا لا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلا مِنْ قِيَامٍ، ثُمَّ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ، فَتَرَكَ مَا كَانَ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ تَدَارَكَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا سَلَفَ مِنْهُ.
وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ! تَزَوَّجْ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِي مَنْ شِئْتَ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ زَوَّجْتُكَ عَلَى اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْبَرَكَةِ، كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ.
حدثنا أسلم، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي [202] مُوسَى، قَالَ: أَقْبَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعِي رَجُلانِ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِي وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ فَكِلاهُمَا سَأَلَ الْعَمَلَ قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سَوَادِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ يَلْعَبُ، وَقَالَ: انا لا نَسْتَعِينُ عَلَى