فَسَمِعَ بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ. فَبَعَثَ إِلَى صَاحِبِ الْجَيْشِ أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ فُلانًا. فَدَعَاهُ. فَقَالَ: الْحَقْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
فَقَالَ: لِمَ؟ مَا أَحْدَثْتُ حَدَثًا وَلا أَوَيْتُ مُحْدِثًا. قَالَ: انْطَلِقْ. فَجَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَقَالَ الْزَمْ أَبَوَيْكَ مَا دَامَا حيّين.
حدثنا اسلم، قال: ثنا أحمد بن سهل بن علي الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قال: ثنا عبد العزيز الماجشون عن عبيد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أنا شَيْبَةُ بْنُ الْمُسَاوِرِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْمِنْبَرِ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ. أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُرْسِلْ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولا وَلَمْ يُنْزِلْ بَعْدَ الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا.
فَمَا أَحَلَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ حَلالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَمَا حَرَّمَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. أَلا وَإِنِّي لَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، وَلَسْتُ بِقَاضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ أَحَدِكُمْ وَلَكِنِّي أَثْقَلُكُمْ حِمْلا. إِنَّهُ لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يُطَاعَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَلا هَلْ بلّغت.
حدثنا أسلم، قال: ثنا محمد بن عبادة، قال: ثنا أبو سفيان الحميري [175] ، قَالَ: ثنا شيبة بن الأحنف، قَالَ: لما حضرت أمي الوفاة، قَالَتْ لي: يا بني، إذا أنا مت، فقل عند قبري: يا أم شيبة، قولي لا إله إلا الله. قَالَ: فلما دفنتها احتوشتها النساء. وكانت امرأة منهن قد سمعت قصتها. فقَالَتْ: تنحين! فإن أمه قد أوصته بوصية. فقمن. فجئت، فقعدت عند قبرها فقالت: يا أم شيبة، قولي: لا إله إلا الله. فلما كان في الليل أتتني أمي، فقَالَتْ: يا بني. لقد حفظت وصيتي، لولا تداركتني لقد هلكت.