قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ: وَلَا يبعد أَن يكون بِنَاء الْكَعْبَة امْتَدَّ إِلَى هَذَا التَّارِيخ، وَقد تقدم هَذَا فِي بَاب الْعمرَة. وَذكروا أَن هَارُون الرشيد سَأَلَ مَالك بن أنس رَضِي الله عَنهُ عَن هدمها وردهَا إِلَى بِنَاء ابْن الزبير للأحاديث فِي ذَلِك. فَقَالَ مَالك: نشدتك الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن لَا تجْعَل هَذَا الْبَيْت ملعبة للملوك، لَا يَشَاء أحد إِلَّا نقضه وبناه، فتذهب هيبته من صُدُور النَّاس. هَكَذَا ذكر النَّوَوِيّ أَن السَّائِل لمَالِك بن أنس هُوَ هَارُون الرشيد. وَقَالَ السُّهيْلي: إِن السَّائِل هُوَ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور. وَقَالَ الشَّافِعِي: أحب أَن لَا تهدم الْكَعْبَة وتبنى لِئَلَّا تذْهب حرمتهَا. وَعَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اسْتَمْتعُوا من هَذَا الْبَيْت فَإِنَّهُ يهدم مرَّتَيْنِ وَيرْفَع فِي الثَّالِثَة ". رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يخرب الْكَعْبَة ذُو السويقتين من الْحَبَشَة ". وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَأَنِّي بِهِ أسود افحج يقلعها حجرا حجرا ". رَوَاهُ البُخَارِيّ. وَفِي حَدِيث آخر رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْأَصْفَهَانِي فِي غَرِيبه: " لَا يسْتَخْرج كنز الْكَعْبَة إِلَّا ذُو