فَبَدَأت لقبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا جِدَاره قد انْهَدم، فَدخلت فَسلمت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَكَثت فِيهِ مَلِيًّا، وَرَأَيْت الْقُبُور فَإِذا قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقبر أبي بكر عِنْد رجلَيْهِ، وقبر عمر عِنْد رجْلي أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا، وَهَذِه صفته: النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ عمر رَضِي الله عَنهُ وعَلى هَذِه الصّفة الْمَذْكُورَة رُوِيَ عَن عبد الله بن الزبير أَيْضا، وَقد اخْتلفت الرِّوَايَة فِي قَبره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَل هُوَ مسنم أم مسطح؟ فروى الوصفان جَمِيعًا، والمسنم الْمُرْتَفع، وَكَذَلِكَ اخْتلفُوا فِي قبر ضجيعيه رَضِي الله عَنْهُمَا. قَالَ الْحَافِظ محب الدّين: وَسقط جِدَار حجرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي يَلِي مَوضِع الْجَنَائِز فِي زمَان عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ، فظهرت الْقُبُور فَأمر عمر بن عبد الْعَزِيز بقباطي فخيطت ثمَّ ستر الْموضع، وَأمر ابْن وردان أَن يكْشف عَن الأساس فَبَيْنَمَا هُوَ يكشفه إِذْ رفع يَده وَتَنَحَّى، فَقَامَ عمر بن عبد الْعَزِيز فَزعًا فَرَأى قدمين وَرَأى الأساس وَعَلَيْهَا السعد، فَقَالَ لَهُ عبد الله بن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنهُ: أَيهَا الْأَمِير لَا يروعك فهما قدما جدك عمر بن الْخطاب ضَاقَ الْبَيْت عَنهُ، فحفر لَهُ فِي الأساس، فَقَالَ لَهُ ابْن وردان: غط مَا رَأَيْت فَفعل. وَعَن هِشَام بن عَوْف عَن أَبِيه قَالَ: لما سقط الْحَائِط فِي زمن الْوَلِيد أخذُوا فِي بُنْيَانه، فبدت لَهُم قدم ففزعوا وظنوا أَنَّهَا قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى قَالَ لَهُم عُرْوَة: لَا وَالله مَا هِيَ قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَا هِيَ إِلَّا قدم عمر. وَأمر عمر بن عبد الْعَزِيز أَبَا حَفْصَة مولى عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وناساً مَعَه فبنوا الْجِدَار وَجعلُوا فِيهِ كوَّة فَلَمَّا فرغوا مِنْهُ وربعوه، دخل مُزَاحم مولى عمر رَضِي الله عَنهُ فَقُمْ مَا سقط على الْقَبْر من التُّرَاب والطين وَنزع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015