مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام لما اخْتَار السّبْعين للميقات وَوَقع فِي نُفُوسهم مَا وَقع تزلزل الْجَبَل بِهِ، فَكَأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَشَارَ أَنه لَيْسَ عَلَيْك مِمَّن يشك كقوم مُوسَى. وَعَن جَابر بن عتِيك عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خرج مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلَام حاجين أَو معتمرين فَلَمَّا كَانَا بِالْمَدِينَةِ مرض هَارُون عَلَيْهِ السَّلَام فثقل، فخاف عَلَيْهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام الْيَهُود، فَدخل أحدا فَمَاتَ فدفنه فِيهِ ". وَقيل: مَاتَ مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلَام فِي التيه، وقبر مُوسَى مَعْرُوف بالقدس فِي أول التيه يزار. وَعَن أنس رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لما تجلى الله لجبل طور سيناء فَصَارَ لِعَظَمَة الله تَعَالَى سِتَّة أجبل، فَوَقَعت ثَلَاثَة بِالْمَدِينَةِ: أحد وورقان ورضوى وَوَقعت ثَلَاثَة بِمَكَّة ثَوْر وثبير وحراء ". قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين: فأحد مَعْرُوف وَهُوَ شمَالي الْمَدِينَة وَأقرب الْجبَال إِلَيْهَا وَهُوَ على نَحْو فرسخين مِنْهَا، وَقيل: على نَحْو أَرْبَعَة أَمْيَال. وعير مُقَابِله فِي قبْلَة الْمَدِينَة وَالْمَدينَة بَينهمَا، وورقان قبل شعب عليّ، مَا بَين الشّعب والروحاء إِلَى الْقبْلَة، وَاسْتشْهدَ بِأحد سَبْعُونَ رجلا أَرْبَعَة من الْمُهَاجِرين وهم حَمْزَة بن عبد الْمطلب، وَعبد الله بن جحش، وَمصْعَب بن عُمَيْر، وشماس بن عُثْمَان، وَالْبَاقُونَ كلهم أنصار، وَقتل حَمْزَة يَوْم أحد وحشى بن حَرْب الحبشي مولى جُبَير بن مطعم وَذَلِكَ فِي النّصْف من شَوَّال يَوْم السبت على رَأس اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ من الْهِجْرَة، وَكَانَ يُقَاتل بَين يَدي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسيفين فعثر فَوَقع فانكشف الدرْع عَن بَطْنه فطعن، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين رَآهُ وَقد مثل بِهِ: " جَاءَنِي جِبْرِيل فَأَخْبرنِي أَن حَمْزَة مَكْتُوب فِي أهل السَّمَاوَات السَّبع حَمْزَة بن عبد الْمطلب أَسد الله وَأسد رَسُوله ". وَكبر رَسُول الله