وَقَالَ المطري: وَهِي شمَالي سور الْمَدِينَة، بَينهَا وَبَين السُّور الطَّرِيق، وتعرف الْيَوْم بالنويرية اشْتَرَاهَا ووقفها على الْفُقَرَاء وَغَيرهم. الثَّانِيَة: بِئْر أريس وَهِي الْبِئْر الَّتِي جلس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهَا وتوسط قفها وكشف عَن سَاقيه ودلاهما فِي الْبِئْر، وَكَانَ بَابهَا من جريد، فَدخل عَلَيْهِ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فبشره بِالْجنَّةِ وَجلسَ عَن يَمِين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَه فِي القف ودلى رجلَيْهِ فِي الْبِئْر وكشف عَن سَاقيه، ثمَّ دخل عمر رَضِي الله عَنهُ وَبشر بِالْجنَّةِ وَجلسَ عَن يسَاره وصنع كَمَا صنع أَبُو بكر، ثمَّ دخل عُثْمَان بن عَفَّان وبشره بِالْجنَّةِ مَعَ بلوى تصيبه فَوجدَ القف قد ملئ فَجَلَسَ وجاههم من الشق الآخر. ثَبت ذَلِك فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَكَانَ البواب أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ. قَالَ سعيد بن الْمسيب: فَأَوَّلتهَا قُبُورهم. قَالَ ابْن النجار: وَهَذِه الْبِئْر مُقَابلَة مَسْجِد قبَاء، وَعِنْدهَا مزارع ويستسقى مِنْهَا مَاؤُهَا عذب، قَالَ: وذرعتها فَكَانَ طولهَا أَرْبَعَة عشر ذِرَاعا وشبراً، مِنْهَا ذراعان وَنصف مَاء وعرضها خَمْسَة أَذْرع، وَطول قفها الَّذِي جلس عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاحباه ثَلَاثَة اذرع تشف كفا، والبئر تَحت أَطَم عَال خراب من حِجَارَة. قَالَ المطري: الْبِئْر غربي مَسْجِد قبَاء فِي حديقة الْأَشْرَاف الكبراء من بني الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب، والأطم الْمَذْكُور من جِهَة الْقبْلَة وَقد بنى فِي أَعْلَاهُ مسكن يسكنهُ من يقوم بالحديقة ويخدم " الْمَسْجِد الشريف " وحولها دور الْأَنْصَار وآثارهم رَضِي الله عَنْهُم وَقد جدد لَهَا الشَّيْخ صفي الدّين أَبُو بكر أَحْمد السلَامِي رَحمَه الله درجاً ينزل إِلَيْهَا مِنْهُ، وعَلى الدرج قبو وَذَلِكَ فِي سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة. الثَّالِثَة: بِئْر بضَاعَة. وَقد تقدم فِي الْفَضَائِل أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَصق فِيهَا ودعا لَهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015