هَذَا صفيحة من حجر مَبْنِيّ عَلَيْهَا فِي الْجدر جدر الْبَيْت الَّذِي يسكنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد اتخذ قُدَّام الصفيحة مَسْجِدا، وَهَذِه الصفيحة مُسْتَقلَّة فِي الْجدر من الأَرْض قدر مَا يجلس تحتهَا الرجل، وذرعها ذِرَاع فِي ذِرَاع وشبر. قَالَ الْأَزْرَقِيّ: سَأَلت جدي ويوسف بن مُحَمَّد وَغَيرهمَا من أهل الْعلم من أهل مَكَّة عَن هَذِه الصفيحة وَلم جعلت هُنَاكَ، وَقلت لَهُم: إِنِّي أسمع النَّاس يَقُولُونَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يجلس تَحت تِلْكَ الصفيحة فيستدرى بهَا من الرَّمْي بِالْحِجَارَةِ إِذا جَاءَهُ من دَار أبي لَهب وَدَار عدي بن أبي الْحَمْرَاء الثَّقَفِيّ، فأنكروا ذَلِك وَقَالُوا: لم نسْمع بِهَذَا من ثَبت، وَلَقَد سمعنَا من يذكرهَا من أهل الْعلم فَأصْبح مَا انْتهى إِلَيْنَا من خبر ذَلِك أَن أهل مَكَّة كَانُوا يتخذون فِي بُيُوتهم صَفَائِح من حِجَارَة تكون شبه الرفاف، يوضع عَلَيْهَا الْمَتَاع وَالشَّيْء من الصبى والداجن يكون فِي الْبَيْت، فَقل بَيت يَخْلُو من تِلْكَ الرفاف. انْتهى. وغالب هَذِه الدَّار الْآن على صفة الْمَسْجِد وفيهَا قبَّة يُقَال لَهَا: قبَّة الْوَحْي. قَالَ سعد الدّين الإسفرائيني وَفِي هَذِه الْقبَّة حُفْرَة عِنْد الْبَاب يَقُول: كَانَ يجلس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا وَقت نزُول الْوَحْي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام يجلس فِي محراب الْقبَّة. انْتهى. وَإِلَى جنبها مَوضِع يزوره النَّاس مَعهَا يسمونه المختبئ، ويتصل بِهَذِهِ الْقبَّة أَيْضا الْموضع الَّذِي ولدت فِيهِ فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا. قَالَ سعد الدّين الإسفرائيني: وَفِي بَيت من بيُوت هَذِه الدَّار حُفْرَة مثل التَّنور يَقُولُونَ: إِنَّهَا مسْقط رَأس فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ: هَذِه الدَّار أفضل الْأَمَاكِن بعد الْمَسْجِد الْحَرَام. وَمِمَّنْ عمرها النَّاصِر العباسي، وَعمر مِنْهَا شَيْء فِي دولة الْملك الْأَشْرَف شعْبَان صَاحب مصر، وَفِي أول دولة الْملك النَّاصِر فرج صَاحب مصر، وَمِمَّا عمر فِي دولته قبَّة الْوَحْي بعد سُقُوطهَا، وَيذكر أَن الْقبَّة الَّتِي كَانَت قبل هَذِه الْقبَّة من عمَارَة الْملك المظفر صَاحب الْيمن، وَفِي الرواق الْمُقدم من هَذِه الدَّار مَكْتُوب: إِن المقتدر العباسي أَمر بِعَمَلِهِ، وَإِلَى جَانب هَذِه الدَّار حوش كَبِير عمره النَّاصِر العباسي، وَوَقفه على مصَالح دَار خَدِيجَة رَضِي الله عَنْهَا على مَا هُوَ مَوْجُود فِي حجر مَكْتُوب فِيهِ ذَلِك على بَاب الحوش، وَفِيه أَيْضا إِن هَذَا الْموضع مربد فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا. وَمِنْهَا: دَار أبي بكر الصّديق بزقاق الْحجر وَيُقَال لَهُ: زقاق الْمرْفق أَيْضا، وَهَذِه الدَّار مَعْرُوفَة مَشْهُورَة، وعَلى